لاشك أن ممارسة رياضة الركض أو المشي السريع أو ركوب الدراجة الهوائية من أهم الوسائل الكفيلة بالحفاظ على الصحة الجيدة واللياقة البدنية العالية. لكن قد يخطئ بعض الناس عندما يعمدون إلى ممارسة هذه الرياضات في طرقات المدن التي تكثر فيها السيارات. وقد نشرت إحدى المجلات البريطانية المتخصصة في الرياضة والطب تقريراً أكدت فيه أن ممارسة الرياضة في الشوارع العامة تعرض الشخص لأخطار صحية مؤكدة، من قبيل التعرض إلى مستويات من غاز أول أكسيد الكربون الذي يتصاعد من عوادم السيارات، مماثلة لتلك المستويات التي يتعرض لها المدخنون المزمنون. لا يؤثر أول أكسيد الكربون مباشرة في الرئتين ولكنه يتفاعل مع الهيموغلوبين في الدم، وتنشأ عن هذا التفاعل مادة كيميائية تعوق عملية إيصال الأكسجين إلى القلب وتؤثر في وظائفه. من الممكن أن تؤدي المستويات المرتفعة لهذا الغاز الضار إلى إصابة مرضى القلب بذبحة صدرية، كما يمكن أن تؤدي لدى الأصحاء إلى الإصابة بأوجاع الرأس والدوخة والغثيان وتشوش الرؤية، وإلى حدوث اضطرابات في تناسق حركات الجسم. وتتغير نسبة تركز غاز أول أكسيد الكربون في الهواء تبعاً لسرعة الرياح والحرارة، ولكن مهما تراوحت هذه النسبة، فإن أفضل طريقة لتفادي أضرار هذا الغاز هي ممارسة الرياضة في مناطق لا تكثر فيها السيارات.