|
ضابط شرطة جزائري يؤدي التحية لنيكولا ساركوزي في قسنطينة (قناةالفرنسية)
|
أنهى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي زيارة ثلاثة أيام إلى الجزائر انتهت بعقود استثمار بسبعة مليارات دولار وأسف على ماض استعماري لم يرق إلى الاعتذار.
ووصف ساركوزي في آخر خطاب له –هو الرابع في الزيارة- في جامعة قسنطينة في الشرق, النظام الاستعماري بأنه "ظالم بطبيعته", لكنه بداخله -يضيف- "رجال ونساء كثيرون أحبوا الجزائر قبل أن يضطروا إلى مغادرتها".
وعاد ساركوزي إلى مقولة رددها في زيارته الأولى إلى الجزائر الصيف الماضي مفادها أن الجميع عانى, فرنسيين وأوروبيين وجزائريين, بقوله "لا أنسى من سقط والسلاح في يده ليتمكن الشعب الجزائري من أن يكون حرا مرة أخرى, ولا ضحايا القمع الأعمى والوحشي, ولا من قتلوا في الهجمات", في إشارة إلى هجمات جبهة التحرير الوطني الجزائرية.
|
نيكولا ساركوزي أمام مقام الشهيد: إدانة بلا اعتذار (الفرنسية)
|
المستقبل أهم وقال إن "أخطاء الماضي" لا تغتفر, ولم يأت إلى الجزائر لإنكارها لكن ليقول "إن المستقبل أكثر أهمية", وهي تصريحات رحبت بها الجزائر لكن اعتبرتها غير كافية.
وتقول الجزائر إن مليونا ونصف مليون قتلوا في حرب التحرير من 1954 إلى 1962, لكن باحثين يقدرون بسبعة ملايين عدد من قضوا من الجزائريين منذ احتلال الجزائر التي كانت تعتبرها فرنسا جوهرة مستعمراتها.
ولمح ساركوزي من طرف خفي إلى تصريحات وزير جزائري اتهمه بأنه وصل الحكم بفضل اللوبي اليهودي, بقوله إن معاداة السامية "جريمة ضد الإنسانية جمعاء", و"جريمة ضد كل الأديان".
لم أنت عنصري؟ وخرجت جموع كثيفة لتحية الرئيسين في قسنطينة, لكن تخللتها هنا وهناك لافتات, سألت إحداها ساركوزي "ساركوزي! قل لنا ما هي أصولك؟", وقالت أخرى "ساركوزي! لم أنت عنصري؟".
وهاجم اشتراكيو فرنسا زيارة ساركوزي الذي صافح في أشهر قليلة فقط -على حد قولهم- "الديكتاتوريين في الصين, وحنى رأسه لبوتين, وهو الآن خجول من الخوض في مواضيع حساسة في الجزائر" في إشارة إلى التصريحات الجزائرية حول اللوبي اليهودي.
ويلتقي ساركوزي سويعات فقط بعد مغادرته الجزائر في الإليزيه، قدماء محاربي الجيش الفرنسي في الجزائر ومن حارب مع فرنسا من الجزائريين خلال حرب التحرير ممن عرفوا بـ"الحركى", وهي فئة وعد بإصلاح ما قال إنه حيف لحق بها.
|
نيكولا ساركوزي اعتبر التعاون النووي السلمي أحد أسس عقد ثقة بين الغرب والعالم الإسلامي (رويترز)
|
المال والأعمالغير أن التاريخ لم يعكر صفو المال والأعمال في الجزائر, فوقع ساركوزي اتفاقات بسبعة مليارات دولار في النفط والغاز, واتفاقا لإنشاء مفاعل نووي سلمي –هو الأول بين فرنسا ودولة إسلامية- اعتبره مراقبون إشارة إلى إيران مفادها أن بإمكانها الاستفادة من الطاقة النووية ما "احترمت قواعد اللعبة". وقال ساركوزي إن "تقاسم الطاقة النووية السلمية سيكون أحد أسس عقد ثقة على الغرب التوصل إليه مع العالم الإسلامي". ولم يستبعد خبير شؤون إيران ورئيس معهد التحليل الإستراتيجي في فرنسا فرانسوا جير خطوات مماثلة مع المغرب ودول خليجية واعتبر اتفاق الجزائر رسالة إلى إيران مفادها "لا سبب يجعلنا نستثنيك ونمنعك من صناعة الطاقة النووية السلمية. نريد مساعدتك في الحصول على هذه الطاقة ما دمت توفين بالتزاماتك الدولية نقلا عن قناة الجزيرة الإخبارية |