الشرطة تقتل "نوفل" أخطر مجرم في صعيد مصر رغم تعاون

06/05/07 GMT 7:54 PM
القاهرة-الرأي-هشام يونس: قامت قوات خاصة من الشرطة المصرية بتصفية نوفل سعد ربيع الملقب بـ"خُط الصعيد" وهو أحد عتاة الإجرام في محافظة قنا بصعيد مصر والرجل الذي حامت حوله كثير من الأقاويل حول علاقته بالأمن وحماية ضباط كبار له.

وقد عرف نوفل إعلاميا بـ"خُط الصعيد" تشبيها له بمجرم عتيد في أربعينيات القرن الماضي روع صعيد مصر وارتكب عدة جرائم قتل.

ومنذ مساء الجمعة الماضي تحولت قرية "حمرة دوم" التابعة لمدينة نجع حمادي إلى ثكنة عسكرية محاصرة بالمدرعات والقوات الخاصة المدربة على عمليات الاقتحام والقنص في حملة أمنية واسعة استهدفت التصفية الجسدية لنوفل.

وقد مثل نوفل أسطورة في الإجرام تكونت على مدى سنوات ،وكان طرفا في علاقات مريبة مع أجهزة الأمن التي استخدمته وسهلت له بعض نشاطاته مثل التجارة في السلاح وسمحت له أيضا بإدارة الحملات الانتخابية لبعض المرشحين مستخدما البلطجة والتخويف وغضت السلطات الطرف كذلك عن كثير من جرائمه في مقابل خدمات منها معاونته للأمن في تعقب بعض الخلايا الإرهابية التي قامت بها جماعات مسلحة على خلفية دينية.

وقد شككت تقارير صحفية في ما أعلنته وزارة الداخلية المصرية أن تصفية نوفل تمت بسبب نشاطه الإجرامي.

وقد ألمحت صحف القاهرة أن نوفل معروف للأمن منذ سنوات وهو هارب من تنفيذ عدة أحكام أحدها بالسجن المؤبد بسبب قتله لابن شقيقه, وألمحت الصحف إلى أن علاقات المجرم نوفل برجال الأمن قد جعلته في مأمن من الاعتقال لتنفيذ أحد الأحكام العديدة التي صدرت عليه.

ووصف أبناء قرية "حمرة دوم" تصفية نوفل جسديا بأنه تصفية حسابات بين الكبار الذين صنعوا المجرم العاتي من أجل إسكاته حتى لا يفضح علاقاته معهم.

وكانت صحيفة المصري اليوم قد انفردت قبل شهور بحوار مع نوفل واجهته فيه بالاتهامات الموجهة له وخرجت الصحيفة وقتها بعنوان عريض يقول فيه نوفل "حاكموني مع ضباط الداخلية الذين شاركوني الجرائم " وهو ما يعني أن هذا الرجل لديه ما يخفيه عن علاقاته برجال أمن الدولة والمباحث في صعيد مصر.

وقد كشف نوفل في الحوار المشار إليه أن وزيرا سابقا للداخلية هو اللواء عبد الحليم موسى أمر بترخيص أسلحة له ومنحه مكافأة مالية ,كما كشف أيضا عن دوره في تعقب بعض العناصر الإرهابية بأمر ودعم وتسليح من وزارة الداخلية وذلك بسبب معرفته بدروب المناطق الوعرة في الصعيد والمناطق الجبلية.

ويعتقد المراقبون الآن أن حديث نوفل العلني عن علاقاته بضباط أمن الدولة وهو أقوى أجهزة وزارة الداخلية وأكثرها نفوذا قد أثار بين الضباط الكبار مخاوف من أن يكشف نوفل معلومات عن علاقاته برجال الأمن أكثر من المسموح به لذلك .

ومما يرجح فرضية أن تصفية نوفل كان قرارا أعد مسبقا لإسكاته للأبد أن الأمن كان بامكانه تعقبه والقبض عليه في مدينة نجع حمادي أو عندما يخرج بعيدا عن بيته الذي يشبه قلعة حصينة, لكن يبدو أن القرار كان بمهاجمته في حصنه ليرد بإطلاق النار فيتم التعامل معه وقتله فقد كان نوفل مطلوبا ميتا فقط وليس حيا.