يحرص المرور في جميع أنحاء السعودية على نشر التوعية والإرشاد والتوجيه باتباع أساليب السلامة أثناء قيادة المركبات بجميع أنواعها، فيؤكد مراراً على قيام قائدي السيارات بربط حزام الأمان تحسباً لأي طارئ لا سمح الله. ويحذر بشكلٍ خاص من إجراء المحادثات الهاتفية أثناء القيادة لجسامة الأخطار التي تنشأ جراء ذلك.
فكم نسمع ونرى ونقرأ بشكل يومي بعض المآسي والوفيات بسبب كوارث السيارات كفانا الله شرها جميعاً، وحسب ما نشر في الصحف من قيام وزارة الداخلية السعودية حالياً بمنع استخدام الجوال أثناء القيادة ووضع ضوابط لذلك، وكله من أجل سلامتنا جميعاً.
وأود أن أذكر لكم مأساة حدثت في الماضي القريب حيث حكى لي أحد الأقارب في أيام عيد الأضحى المبارك لعام 1420هـ عن نهاية مأساوية لأحد الشباب كان السبب وراءها استخدام الجوال أثناء القيادة بعد إرادة الله سبحانه وتعالى بطبيعة الحال.
ذهب هذا الشاب لزيارة زوجته وأقاربه في إحدى القرى المجاورة لمدينة الرياض العاصمة للسلام عليهم ومعايدتهم، وأثناء سيره بعد منتصف الليل كان مشغولاً باستخدام الجوال عن قيادة سيارته وفوجىء بمنحنى خطر لم يحسب له حساباً لانشغاله بالجوال، وحاول السيطرة على السيارة ولكن بعد فوات الأوان، مما أدى إلى انحرافها وانقلابها وبالتالي وفاته يرحمه الله، ويقال إن أحد أقاربه كان على اتصال به أثناء الحادث وانقطع الاتصال بينهما بسبب انحراف السيارة.
صحيح أن الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى {إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون}.
ولكن الأخذ بالأسباب واجب في جميع الأحوال.
لذا فإنني أنصح بعدم استخدام الجوال أثناء القيادة تحت أي ظرف، وإذا لزم الأمر فينبغي التوقف تماماً في الأماكن المخصصة وإجراء ما نشاء من اتصالات.
رحم الله المتوفى وألهم أهله الصبر والسلون، وكفانا الله جميعاً من كل مكروه، وإنا لله وإنا إليه راجعون