منتديات الشرقية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشرقية

كل مايخص ابداع منتديات الشرقية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عبد الحميد بن باديس..الحلقة6

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أيمن الجزائري
عضو متميز
عضو متميز
أيمن الجزائري


ذكر عدد الرسائل : 314
تاريخ التسجيل : 20/08/2007

عبد الحميد بن باديس..الحلقة6 Empty
مُساهمةموضوع: عبد الحميد بن باديس..الحلقة6   عبد الحميد بن باديس..الحلقة6 I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 21, 2007 4:14 pm

شيوخ ابن باديس

يُرجِع ابنُ باديس الفضلَ في تكوينه العلمي إلى والده، الذي ربّاه تربية صالحة، ووجّهه وجهة سليمة، ورضي له العلم طريقًا يتبعه، ومشربًا يَرِدُهُ، ولم يشغله بغيره من أعباء الحياة، فكفله وحماه من المكاره صغيرًا وكبيرًا.
يمكن تقسيم أساتذة عبد الحميد إلى قسمين :

القسم الأول :

هم الأساتذة الذين درس عليهم فعلا، وهؤلاء عددهم كثير نذكر منهم الأساتذة أسماؤهم فقط.وهم :

1- الشيخ محمد المداسي وهو الذي حفظ على يديه القرآن الكريم بمدينة قسنطينة وهو أول معلم لعبد الحميد بن باديس

2- الشيخ "أحمد أبو حمدان لونيسي" وهو الأستاذ الذي تلقى عليه دراسته الابتدائية في اللغة العربية والثقافية الإسلامية بمدينة قسنطينة قبل أن يسافر للدراسة في جامع الزيتونة بتونس سنة 1908 م.

وقد كان للشيخ "حمدان لونيسي" العالم المتصوف تأثير بعيد المدى في شخصية ابن باديس وتوجيهه العامل يذكره بإجلال كبير طوال حياته.

وقد أوصاه "أن يقرأ العلم للعلم لا للوظيف ولا للرغيف" وأخذ عليه عهد غليظا ألا يقرب الوظائف الحكومية عند فرنسا أبدا حتى لا تكبله بقيودها الثقيلة.

وقد نفذ عبد الحميد بن باديس وصية أستاذه تنفيذا كاملا فلم يقبل الوظائف التي عرضت عليه ولم يسع وراءها حتى وافاة أجله المحتوم. كما أوصى هو بدوه تلاميذه ألا يقربوا الوظائف الحكومية عند فرنسا ولا يقبلوها إذا عرضت عليهم حتى يعيشوا أحرارا لأفكارهم ومبادئهم ورسالتهم الإصلاحية.

3- الأستاذ محمد النخلي القيرواني الأستاذ بجامح الزيتونة، وزعيم النهضة الفكرية به.

4- الأستاذ محمد الطاهر بن عاشور الأستاذ بجامع الزيتونة وباعث النهضة الإصلاحية بالجامع الأعظم.

5- الأستاذ محمد الخضر بن الحسين، الذي درس عليه في الزيتونة وفي منزله بتونس قبل أن يهاجر إلى الشرق العربي ويستقر به.

6- الأستاذ محمد الصادق النيفر، الأستاذ بجامع الزيتونة.

7- الشيخ سعيد العياضي (الجزائري) المصلح المجدد.

8- الأستاذ محمد بن القاضي الأستاذ بجامع الزيتونة.

9- الأستاذ أبو محمد بلحسن بن الشيخ المفتي النجار – الأستاذ بجامع الزيتونة.

10- الأستاذ البشير صفر السياسي والمؤرخ التونسي المعروف.

ويذكر عبد الحميد بن باديس في مجلة "الشهاب" وفي جريدة "البصائر" أن الأساتذة الذين أثروا في تكوينه الفكري وفي اتجاهه الإصلاحي والوطني الذي إلتزمه طوال حياته لا يتجاوز عددهم أربعة أساتذة فقد وهم على الترتيب :

أ‌- الشيخ حمدان لونيسي العالم المتصوف القسنطيني الجزائري : المهاجر إلى المدينة المنورة والمدفون بها. وقد كان له تأثير كبير في تكوينه العلمي والعملي معا وهو الأستاذ الأول الذي تلقى عليه دراسته الابتدائية في قسنطينة قبل أن يسافر إلى الدراسة في جامع الزيتونة بتونس كما ذكرنا منذ قليل.

ب‌-الشيخ محمد الطاهر بن عاشور : الذي يصفه بأنه ثاني الرجلين اللذين يشار إليهما (في تونس) بالرسوخ في العلم والتحقيق في النظر والسمو في التفكير. وقد بدأ اتصاله به قبل حصوله على شهادة العالمية بعام واحد ولازمه مدة ثلاث سنوات وكان قبل ذلك يصرفه البعض من أساتذته الجامدين عن الاتصال به بدعوى أنه من رجال البدعة في زعمهم لأنه من اتباع مدرسة جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ومن العامين على نشرها في أوساط طلبة جامع الزيتونة.

وقد درس ابن باديس عليه الأدب العربي في ديوانه الحماسة لأبي تمام وتأثر به في تكوين ذوقه الأدبي واللغوي تأثرا كبيرًا صوره لنا بقوله : " وأن أنس فلا أنسى دروسا قرأتها من ديوان الحماسة على الأستاذ ابن عاشور، وكانت من أول ما قرأت عليه فقد حببتني في الأدب والتفقه في كلام العرب، وبثت في روحا جديدا في فهم المنظوم والمنثور واحيت في الشعور بعز العروبة والاعتزاز بها كما اعتز بالإسلام" (ابن باديس - جريدة البصائر – العدد 16، السنة الأولى، الجزائر، في 24 أبريل سنة 1936 م.

للعلم الشيخ طاهر بن عاشور من مواليد سنة 1897 م بتونس حيث تقلد عدة مناصب علمية منها : قاضي القضاة سنة 1921 م، وعمادة مجلس الشورى المالكي، ومشيخة جامع الزيتونة. وقد أدخل عليه عدة إصلاحات جوهرية في مناهجه الدراسية. وله مجموعة من المؤلفات مذكورة في كتابه "أصول النظام الاجتماعي في الإسلام".

ج- الشيخ محمد النخلي القيرواني (تـ 1342 هـ/1924 م) : الذي تأثرا عمقا من ناحية فهم القرآن الكريم وتفسيره.

والشيخ النخلي والشيخ ابن عاشور، يعتبران من رواد النهضة الفكرية والإصلاحية بتونس في العصر الحديث، كما يعتبران من أبرز أتباع مدرسة الإمام محمد عبده والعاملين على نشرها في تونس.

والشيخ محمد الطاهر بن عاشور هو الذي عرف ابن باديس بالشيخ النخلي ومهد له سبيل التعرف عليه والاتصال به.

ويحدثنا الشيخ عبد الحميد بن باديس عن أول معرفته بهذين الأستاذين اللذين تأثر بهما كثيرا في الناحية العلمية والأدبية وعن كيفية اتصاله بهما لأول مرة، فيقول : "عرفت هذا الأستاذ (الطاهر بن عاشور) في جامع الزيتونة. وهو ثاني الرجلين اللذين يشار إليهما بالرسوخ في العلم، والتحقيق في النظر، والسمو والاتساع في التفكير. أولهما العلامة الأستاذ شيخنا (محمد النخلي) القيرواني، رحمه الله. وثانيهما الأستاذ شيخنا (الطاهر بن عاشور) وكانا كما يشار إليهما بالضلال والبدعة وما هو أكثر من ذلك لأنهما كانا يحبذان آراء الأستاذ (محمد عبده) في الإصلاح ويناضلان عنها ويبثانها فيمن يقرأ عليهما. وكان هذا مما استطاع بع الوسط الزيتوني أن يصرفني عنهما وما تخلصت من تلك البيئة الجامدة، واتصلت بهما حتى حصلت على شهادة "العالمية" ووجدت لنفسي الاختيار فاتصلت بهما عامين كاملين، كان لهما في حياتي العلمية أعظم الأثر على أن الأستاذ ابن عاشور اتصلت به قبل نيل الشهادة بسنة فكان ذلك تمهيدا لاتصالي الوثيق بالأستاذ النخلي" (عبد الحميد بن باديس "البصائر" السنة الأولى، العدد 16، الجزائر، في أفريل، سنة 1936 م).

د- الأستاذ البشير الصفر : وقد أرجع إليه ابن باديس الفضل في معرفته بالتاريخ العربي والإسلامي والقومي مما كون منه جنديا من جنود الجزائر.

ويعتبر الأستاذ بشير صفر الذي درس في أوروبا ويعرف عدة لغات حية من المصلحين المجددين في تونس ومن بناة النهضة العلمية والفكر الحديثة بها، وكان يشتغل بالتدريس في جامع الزيتونة ومدرسة الخلدونية وقد تقلد عدة مناصب علمية وسياسية في تونس.

يقول الشيخ عبد الحميد بن باديس : "وأنا شخصيا أصرح بأن كراريس (البشير الصفر) الصغيرة الحجم الغزيرة العلم، هي التي كان لها الفضل في إطلاعي على تاريخ أمتي، والتي زرعت في صدري هذه الروح التي انتهت اليوم لأن أكون جنديا من جنود الجزائر" (ابن باديس "مجلة الشهاب" ج5، م13، ص : 225 – 228 عدد يوليو/جويلية سنة 1937 م. من محاضرته له في الذكرى العشرينية لوفاة الأستاذ البشير الصفر).

والجدير بالملاحظة أن الشيخ عبد الحميد بن باديس يرجع الفضل في تكوين العلمي والفكري إلى هؤلاء الأساتذة الذين ذكرناهم فهم الذين علموه العلم وخطوا له مناهج العمل في الحياة ولم يبخسوا استعداده الفطري حقه. يقول : " وأذكر منهم رجلين كان لهما الأثر البليغ في تربيتي وفي حياتي العلمية وهما من مشائخي الذين تجاوزوا بي حد التعليم المعهود من أمثالهم لأمثالي إلى التربية والتثقيف، والأخذ باليد إلى الغايات المثلى في الحياة، أحد الرجلين الشيخ حمدان لونيسي القسنطيني نزيل المدينة المنورة ودفينها، وثانيهما الشيخ محمد النخلي المدرس بجامع الزيتونة المعمورة رحمهما الله" (ابن باديس مجلة "الشهاب" عدد خاص، ج 4-5، يونيو ويوليو/جوان وجويلية، سنة 1938 م، ص : 288-291).

ثم يفصل فضل هذين الأستاذين عليه في توجيهه من الناحية العلمية والعمل مما كان له تأثير الكبير في حياته، فيقول : "وإني لأذكر للأول (حمدان لونيسي) وصية أوصاني بها وعهدا عهد به إلي وأذكر ذلك العهد في نفسي ومستقبلي وحياتي وتاريخي كله، فأجدني مدينا لهذا الرجل بمنه لا يقوم بها الشكر، فقد أوصاني وشدد علي ألا اقرب الوظيفة ولا أرضاها ما حييت ولا أتخذ علمي مطية لها كما كان يفعله أمثالي في ذلك الوقت".

وأذكر للثاني (النخلي) كلمة لا يقل أثرها في ناحيتي العلمية عن أثر تلك الوصية في ناحيتي العلمية، وذلك أنني كنت متبرما بأساليب المفسرين وإدخالهم لتأويلاتهم الجدلية وإصلاحاتهم المذهبية في كلام الله ضيق الصدر من اختلافهم فيما لا اختلاف فيه القرآن. وكانت على ذهني بقية غشاوة من التقليد واحترام آراء الرجال، حتى في دين الله، وكتاب الله، فذاكرت يوما الشيخ الخلي فيما أجده في نفسي من التبرم والقلق، فقال : " اجعل ذهنك مصفاة لهذه الأساليب المعقدة، وهذه الأقوال المختلفة، وهذه الآراء المضطربة، يسقط الساقط ويبقى الصحيح وتسريح فو الله لقد فتح بهذه الكلمات القليلة على ذهني افاقا واسعة لا عهد له بها".

أما القسم الثاني :

من أساتذة عبد الحميد بن باديس فهم الذين لم يتلق عليهم العلم بطريق مباشر وإنما تتلمذ عليهم عن طريق آثارهم وكتاباتهم، وقد حدثنا عن واحد منهم حديثا مفصلا وهو الأستاذ "طاهر بن صالح بن أحمد موهوب السمعوني الجزائري" المهاجر من الجزائر إلى ديار الشام حيث تولى قضاء المالكية بها.

وقد ارجع إليه الفضل في تكوين فكره منذ أن كان صغيرا إلى أن أصبح رجلا وكان يدعوه "شيخي" وقد كتب عنه دراسة طويلة في مجلة "الشهاب" تحت عنوان "شيخي" جاء فيها قوله : "هو الذي ربى عقلي، وهو الذي جبَّب إلي هذا الاتجاه الفكري، منذ أن كنت طفلا إلى أن صرت رجلا، ولا أعرف مؤلفًا ولا حامل قلم نشأ في ديار الشام إلا وقد كانت له صلة إما مباشرة أو بواسطة الذين استفادوا منه..."

وبالإجمال هو جرثومة الخير الأولى. (بابن باديس "مجلة الشهاب" ج5، م13، ص : 230، عدد يوليو/جويلية سنة 1938 م).

ومنهم الشيخ محمد عبده الذي تأثر بأفكاره وآرائه الإصلاحية عن طريق مجلة "المنار" التي كان الشيخ عبد الحميد بن باديس ينقل منها أحيانا بعض المقالات وينشرها في مجلة الشهاب، كما كانت له مراسلات وكتابات مع صاحبها الشيخ رشيد رضا تلميذ الإمام محمد عبده.

ومنهم الإمام أبو بكر بن العربي المتوفى سنة 543 هجرية صاحب كتاب "العواصم من القواصم" الذي نبهه إليه الشيخ محمد النخلي فبحث عنه وقرأه ثم استنسخه وقام بطبعه في جزأين بعد عودته إلى الجزائر من تونس وقدم له بمقدمة هامة.

ويظهر تأثير الإمام أبي بكر العربي في الشيخ عبد الحميد بن باديس في كتابه "العقائد الإسلامية" الذي لم يسلك فيه مسلك الفلاسفة، ولا منهج المتكلمين وإنما نهج القرآن الكريم في الاستدلال، وأساليبه في الرد والحجاج، ذلك المنهج الذي "يتلاءم مع الفطرة الإنسانية فتستجيب له وتطمئن إليه وتميل نحوه وتركن" .

ومنهم الشيخ "محمد بخيث المطيعي" العالم الازهري المشهور وزميل الإمام محمد عبده، والمدافع عنه والحامل للفكر الإصلاحية في الأزهر وهو أحد تلامذة السيد "جمال الدين الأفغاني". 6

وقد اتصل به الشيخ عبد الحميد بن باديس أثناء رجوعه من الحج سنة 1913 وزاره في بيته بحلوان وكتب له اجازة في دفتر إجازاته وعند وفاته سنة 1935 م ترجم له ابن باديس في مجلة الشهاب ج11، م11، ص : 606 – 617 عدد فبراير سنة 1936 ترجمة وافية.

وقد كان ابن باديس يتمتع باحترام أساتذته الكبير نظرا لجده ومتانة خلقه، وغزارة علمه، والدليل على ذلك أنه عندما كتب رسالة تحت عنوان "رالسة جواب سؤال عن سوء مقال" في عام 1340 هجرية للرد على الشيخ ابن عليوة المتصوف وشيخ الطريقة العليوية في مستغانم بالغرب الجزائري في البدع التي أحدثها في الدين، قام عدد كبير من أساتذته بتقريظها وأرسلوا إليه بتقاريظهم تباعا قطبعها ونشرها في الجزء الأخير من الرسالة المذكورة كما نشر فيها كذلك اسم العلماء المقرظين مع بيان وظائفهم وبلدانهم (انظر نص الرسالة والتقاريظ وأسماء العلماء ووظائفهم وبلدانهم في كتاب " ابن باديس حياته وآثاره" ج3، ص : 152 – 174، جمع وترتيب عمار الطالبي، مكتبة الشركة الجزائرية سنة 1968 م).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
m.m566m.m
المدير العام
المدير العام
m.m566m.m


ذكر عدد الرسائل : 2236
تاريخ التسجيل : 05/08/2007

عبد الحميد بن باديس..الحلقة6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: عبد الحميد بن باديس..الحلقة6   عبد الحميد بن باديس..الحلقة6 I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 21, 2007 4:31 pm

مشكور على الموضوع المميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.shrqiia.com/
 
عبد الحميد بن باديس..الحلقة6
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الشرقية :: علوم وثقافة :: اناس عظماء وشخصيات وحوادث محفوظة في الذاكرة-
انتقل الى: