صدىء الحديد ..وتارة مصقولا..؟؟

الثلاثاء,تشرين الأول 30, 2007

صدىء الحديد ..وتارة مصقولا..؟؟

من سنة الله في خلقه أن جعل لكل شيء ضدا، ومن سنته أيضا وحكمته أن جعل لكل داء دواء، كما من عطفه على الخلق أن وضع في الإنسان أنظمة متضادة تعمل من اجل سلامته ومن أجل الحفاظ على توازنه، ولعل من أهم تلك الانظمة هو النظام العصبي المسمى "السامباتيك والبارا سامباتيك" وهو نظام عالي الحساسية شديد التحكم في كل طارئ على تركيبة الجسم الداخلي، ومن بين الامثلة على عمل هذا الجهاز أو قل النظام الرفيع المستوى ، هو تدخل " السامباتيك" لتعديل نبظات القلب في حالة زيادتها ،وفي حالة ضعفها فإن الدور هنا للتعديل يلعبه " البارا سامبايك" وعموما فإني لست مختصا أكثر من اهل الإختصاص الذين نرجوا منهم أن يتفاعلوا معنا في هاته المدونة ..لكن وفي سياق الكلام فإن هذا النظام يعمل بطريقة آلية للحد من أي طارئ قد يحصل على مستوى الاعصاب والأفعال اللاإرادية ..ا

كما أنه من رحمته تعالى ان خلق الليل والنهار ..وجعل الذكر والانثى ،وخلق من كل شيء زوجين ...؟؟ فهذا الامر كله يرجع لحكمة الله في تسيير الأمر..كما علمنا سبحانه وتعالى ان نستلهم من علمه الذي لاينتهي وعمله الذي لايسعه تفكير البشر ..ولاتدركه العقول .. ولعلمه عز وجل بضعف الإنسان، أودع فيه وفي محيطه من حوله وفي كل شيء يراه ويحس به ويشاهده، تلك البدائع والآيات ،كي نتعلم منها ونعمل بها ..ثم مافائدة خلقنا إذا كنا نسير عكس الفطرة التي جبلنا عليها ؟؟؟

الخلاصة أن الله سبحانه وتعالى خلق لنا بعد كل هذا تلك القاعدة التي يجب أن نسير عليها وأن نتبعها في سائر أعمالنا وهي أن تجد لكل شيء نقيض، ولما كنا بشرا وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، فإنه علينا أن نحكم هذا العقل فيما يخدم الاهداف التي وجدنا من اجلها، وهي خدمة الإنسانية بالفائدة التي تعود على الامة بالصلاح ..فعليه إذن يجب ان نجعل تلك القاعدة القائمة على التضاد في خدمتنا نحن البشر..

والامر الذي نحث عليه في تطبيقها هو أن يكون لكل عمل رقيب ولكل عامل رقيب , فالمسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعا أن نبدأ بدائرة الرقابة لنطبقها على أنفسنا ، لأنه مادامت النفس أمارة بالسوء ، فالحالة هنا تقتضي أن نكون رقباء على انفسنا اولا، وأن يكون الرقيب فينا هو ضميرنا ، ففي حالة زيغ او نشوة او ميلان، فهذا يعتبر شدودا عن المألوف يجب أن يتدخل السامباتيك "الضمير" ليعدل هذا الطارئ ويرجع الامر إلى عمله العادي ، ثم نبدأ لنوسع دائرة الرقابة لتشمل الاقرب منا وهنا نطلق مصطلح المسؤولية عن أعمال الرقابة، فمادمت في يدك الرقابة فإنك مسؤول عن العمل الرقابي الذي تقوم به ..ثم تبدأ المسؤولية تكبر شيئا فشيئا ليصبح الإنسان مسؤولا عن مجموعة من الناس أو الاعمال المخولة له حسب طبيعة العمل ، ثم تصل المسؤولية غلى أقصى حدها ليكون هذا الاخير مسؤولا عن رقاب الرعية في كل امورها ، ويحدث هنا أن نتذكر دائما انه كلما زادت المسؤولية في الإتساع كلما يجب أن تزداد معها دائرة الرقابة وهما أمران متلازمان إذا سقط أحدهما ضاع الآخر ..كما يجب أن بتحلى المسؤول في كل الحالات بالوازع الذي يردعه ويبقيه في رقابة دائمة على أعماله..ا

لكن أن تجد الإنسان نفسه ، هذا العبد الضعيف الذي خلق من وهن ، يخرق قاعدة ربانية ، وفطرة أزلية أبدية ، فإنه العجب بعينه .ا

أن تجد الرقيب هو المراقب ، وأن تجد النفس هي التي تسير بالمرء دون أن يقل له ضميره قف؟؟ أن تجد المسؤول نفسه طالق العنان لشهواته التي لاتنتهي ونزواته التي لا تموت إلا بموته ..أن تجد المؤسسات تسيربنفس خطى المسؤول حتى ولو أغرقها في الفساد دون ان يتدخل أي منهم ويمارس رقابته ولو كانت شفوية أو مايسمى بالرقابة المعنوية ..فأي مستقبل هذا الذي يتنظرنا ونحن تاركين الامور تسير من السيء إلى الأسوء؟؟ ، فأي نهضة ننتظرها ونحن نهلك أنفسنا بأيدينا وقد نعلم أن النهظة لاتاتي من هذا الباب ؟؟ أم على قلوب أقفالها ؟؟؟؟؟

نستعمل الجيد واللماع في بعض الصور ..وندنس بعدها عمدا تلك الصور ..نستعمل المبادئ في بعض المواقف ..في حين نغرق في الذهول عند الحاجة إليها.ا نتحد عند وقوع المصائب والجلل فما إن تفوت الغمامة إلا ونرجع للتنافر ...ا

هل هاته هي المتناقضات التي خلقنا الله من أجلها ؟؟؟؟ وهل تلكم هي الأنظمة التي نسير عليها ؟؟؟ أم أنها الحضارة والتطور ..أم أنه الجيل الجديد الذي لايرضى بغير طريقته ..؟؟؟؟

حسن.. أترك الإجابة للتفاعل والموضوع للنقاش...........؟

كتبها طالبي شوقي في 07:48 مساءً

» فوائد الحديد