الماء يغني الوسط الخارجي في المنزل
لم تعد أهمية الماء تقتصر على ضرورته الحياتية فحسب، بل أصبح من الأهداف الجمالية التي نسعى لاقتنائها في المنزل فهو يعبر عن جماليات مميزة تترك بصماتها على محيط المنزل، من خلال نوافير موزعة على الحديقة،
وموقعها بين المكونات الأخرى في الحديقة، من أشجار وجداول وممرات تبنى بين أجزاء الحديقة المختلفة.
هذه الممررات التي تكسب الحديقة إضافة إلى العنصر العملي، إبهارا لها مبررات وجودها، وعناصر تكوينها سواء أكانت من الحجر الطبيعي أو الرخام أو البلاط.. توزع أحواض الماء في الحديقة الواسعة بالتنسيق مع واحات من العشب والأشجار ومواقع للنباتات والشتلات، والأزهار.
الماء غني ليس بجماله وتبعثر جزيئاته في الهواء والمناظر التي يؤلفها وسط الحديقة، بل بالأصوات التي تشكل لحناً هادئاً أحياناً وقويا أحياناً أخرى، تكون مصدر متعة وطرب لدى سماعه فالمنظر الطبيعي يسر الناظر إلى المياه الرقراقة في الأحواض المترامية الأطراف، والمكونة بصورة عبثية، إضافة إلى أنها تنعش أجواء الأمسيات حولها كما أن حديقة المنزل تزدان ببهاءً بالأحواض التي تتوزع هنا وهناك، فإن المكونات الأخرى كالسلالم والشرفة التي تبنى من الحجارة تكون مصدراً جمالياً آخر في المكان
الممرات داخل الحديقة تأخذ الشكل الصيني الذي يعتبر النموذج الأمثل لممرات الحدائق مهما تكن أنواعها، واسعةً كانت أم ضيقة، فإنها تعبر عن مكنونات الحديقة التي تصنع من الطبيعة نفسها، وتؤدي هذه الممرات إلى الأجزاء المختلفة، المسبح والأحواض والنوافير، ومجلس الأمسيات الصيفية.
والترتيبات داخل الحديقة تواجه صعوبات كبيرة، لا سيما إذا كانت الحديقة كبيرة، بالرغم من الناحية الجمالية التي تبدو واضحة من خلال العناصر المكونة لها كالعشب والأشجار والمياه إلا أن لترتيبها وتوزيعها أهمية كبيرة، فهي التي تكون سر جمال هذا الوسط لذا كان لا بد من تنسيقٍ دقيق يشمل جميع العناصر وبمزيد من الصبر من قبل المختصين في ترتيب الحدائق نحصل على كثير من الأناقة التي تكون نتيجتها حديقة تترجم الجمال والسعادة إلى حقيقة ملموسة نسعد بها يومياً.